العودة   الشبكة الليبرالية الحرة > الأقسام العامة > المنتدى العام ( سياسة و فكر )

الملاحظات

قائمة الأعضاء المشار إليهم في هذا الموضوع:

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-05-2012, 08:55 PM
الصورة الرمزية lorans
lorans lorans غير متواجد حالياً
عضو الشبكة الليبرالية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
رقـم العضـويـة : 23326
الجـنــس : ذكر
المشاركات: 7,001
أعجبني: 0
تلقى إعجاب 7 مرة في 6 مشاركة
منشن: 0 مشاركة
الإشارات: 0 موضوع
افتراضي مقارنة بين العصر الجاهلي وعصرالاسلام

موضوع: مقارنة بين الموسيقي فى العصر الجاهلى و العصر الاسلامى والعصر الاموى وعصر الخلفاء الراشدين 1. العصر الجاهلى قبل البحث عن الموسيقى في العصر الجاهلي لابد لنا من معرفة معنى كلمة جاهلية وتحديد الحقبة الزمنية التي سميت بهذا الاسم وأخيراً معرفة التراث الموسيقى وأنواعه ومادته في ذلك العصر .
فكلمة الجاهلية كما وردت في كتاب ” المصباح المنير ” أنها مشتقة من الجهل ، يسمى العصر الجاهلي لأنه كان عصر جهالة بمعناه اللغوي ، وعصر عصبيات وعنفوان وقوة وغزوات في المجال الاجتماعي ، وعصر عبادة أوثان في المجال الروحي والتعبدي . وينسب مترجم دار المعارف الموسيقية المرحوم ” اسكندر شلفون ” كلمة الجاهلية إلى جهل العرب بتعاليم الدين الإسلامي .

ومن أشهر الموسيقيين العرب في هذه الفترة نذكر :-

عدى بن ربيعه :- شاعر بنى تغلب ، وقد لقب بالمهلهل .

علقمة بن عبدة :- وهو من شعراء المعلقات .

الأعشى ميمون بن قيس :- وقد لقب بصناجة العرب أى العازف العربى على الصنج ، ولكن من المرجح أن معنى اللقب وزان العرب فى الشعر .

النضر بن الحارث :- الذى بدل آلة العود محل المزهر القديم فى العزف .

ومن النساء الموسيقيات كانت :-

أم حاتم الطائي الشاعر المعروف .

الخنساء شاعرة الرثاء والتى كانت تغنى مراثيها بمصاحبة الموسيقى .

الجرادتان .

هند بنت عتبة
2.العصر الاسلامى
قبل البحث عن الموسيقى في العصر الجاهلي لابد لنا من معرفة معنى كلمة جاهلية وتحديد الحقبة الزمنية التي سميت بهذا الاسم وأخيراً معرفة التراث الموسيقى وأنواعه ومادته في ذلك العصر .
فكلمة الجاهلية كما وردت في كتاب ” المصباح المنير ” أنها مشتقة من الجهل ، يسمى العصر الجاهلي لأنه كان عصر جهالة بمعناه اللغوي ، وعصر عصبيات وعنفوان وقوة وغزوات في المجال الاجتماعي ، وعصر عبادة أوثان في المجال الروحي والتعبدي . وينسب مترجم دار المعارف الموسيقية المرحوم ” اسكندر شلفون ” كلمة الجاهلية إلى جهل العرب بتعاليم الدين الإسلامي .

والعصر الجاهلي في نظر الأدباء والمؤرخين هو الثلاثمائة عام التي سبقت الإسلام ، وتحديد هذا التاريخ لا يعنى أن العرب كانت قبله في جهالة علمية وحضارية ، حيث أننا لو نظرنا إلى الناحية العلمية والفكرية في ذلك العصر ، لوجدنا للعلم أسواقاً ومنتديات مثل ” سوق عكاظ ” والذي يعد من أعظم أسواق الجاهلية مكانة

هذا بالإضافة إلى أن المعارف العلمية التي توارثها عرب الجاهلية عن عرب بلاد العرب الجنوبية ” معين ، سبأ ، قتبان ، حضرموت ” وكان لها أعظم الأثر في نهضة العرب العلمية والفكرية آنذاك . كما أننا إذا تحرينا عن الموسيقى في العصر الجاهلي نجد أنها كانت في مجالس الملوك والأمراء وفى ندوات الأدباء والشعراء .

ولقد كانت اليمن من أشهر مدن الجزيرة العربية التي تعتبر مصدر العلوم والآداب والفنون الموسيقية ومركز إشعاعه ، وكان العرب قديماً يعتبرون المغنيين الحضرميين والسبأيين أكثر الفنانين تفوقاً وأطولهم باعاً عن سواهم ، حيث كان ملوك سبأ يعطفون على الموسيقيين ويشجعون الموسيقى ويرعونها خير رعاية ، وازدهرت في عهدهم ازدهاراً كبيراً .

وعلى الرغم من وجود الأصنام والمعابد إلا أن عرب الجاهلية لم يهتموا بأي نوع من الديانات إلا قليلاً ، فقد سادت المدن والقرى النظرة البدوية إلى الحياة والتي تعتمد على الملذات ، فقد كان العربي البدوي لا يهتم سوى بالحب ، والخمر ، والميسر ، والصيد ، ولذات الغناء ، والمخاطرة ، والتعبير الموجز الملمح البليغ بلباقة وحكمة عما يريد ، ولا يرى بعد ذلك سوى القبر .

وقد لعبت الموسيقى في ذلك الوقت دوراً هاماً في أسرار العرافين والسحرة ، وكان من الواضح أنهم كانوا يستدعون الجن بالموسيقى ، بل لقد بلغ بهم اعتقادهم أن الجن هم الذين يوحون بالأشعار للشعراء وبالألحان للموسيقيين . وقد كان فن الإنشاد في ذلك الوقت مصدراً من مصادر التثقيف عن طريق السمع ، حيث كان شعراء الجاهلية ينشدون شعرهم ، ولم يكن الغناء من عملهم ، حيث أنهم من صفوة المثقفين في ذلك المجتمع ، فكانوا يترفعون عن مجالسة المغنيين .

ولكن كان هذا الأمر موكولاً للجواري والقيان اللاتي يمتلكن أصواتاً جيدة طروبة ، فكان الشاعر يعطى شعره إلى جارية من صاحبات الأصوات الجميلة والتي تدفع به إلى ملحن يلقنها عزف اللحن على الآلات المعروفة آنذاك ، ثم تقوم بحفظه وغنائه في مجالس اللهو والطرب حيث يلقى الشهرة .

ونظراً لأهمية الكلمة وأثرها البالغ في الموسيقى ، نجد أن الشعر في العصر الجاهلي مثل بإيقاعاته ونبراته ومداته الطويلة والقصيرة نوعاً من الموسيقى ، وقد قامت مجموعة من الآلات الموسيقية بترجمة هذه الكلمات نذكر منها :-

أولاً – الآلات الوترية :-
1 . الطنبور .

2 . العود وله عدة أنواع منها :-
- المزهر وهو ذو تجويف جلدي .
- الكران .
- البربط ويعنى صدر البطة .
- الموتر .
3 . الجنك وهو يشبه القانون .

4 . المعزفة وهى نوع من القانون أيضا .

5 . المربع وهو غالبا القيثار المربع ذو التجويف المنبسط .

ثانياً – آلات النفخ :-

1. المزمار .

2. القصابة وهى الناى المنتصب عمودياً .

3. الديانى وهو الناى المزدوج .

ثالثاً – الآلات الإيقاعية :-

1. القضيب وهو لضبط وزن الغناء .

2. الطبل .

3. الدف .

4. الصنوج .

5. الجلاجل .

6. الكاسات .

3. عصر الخلفاء الراشدين
لقد اختلفت النظرة إلى الموسيقى بعض الشئ فى عهد الخلفاء الراشدين ، ويقال أنها اتسمت ببعض التعنت ضد الموسيقى وضد من يعمل بها ، وسوف نستعرض فى عجالة أهم السمات التى اتسمت بها هذه المرحلة فى عهد كل خليفة من الخلفاء الراشدين ، وأنواع الغناء والآلات الموسيقية التى كانت مباحة فى ذلك الوقت.
ونبدأ الحديث بتولي سيدنا أبو بكر الصديق الخلافة فى العام الحادى عشر من الهجرة ، وقد اتسم مبدأ الصديق بالحفاظ على العادات الإسلامية العربية التى سادت فى عهد الرسول عليه الصلاة والسلام ، وخاصة السماع الذى كان متأصل فى نفوس العرب منذ الجاهلية .وقد ذهب بعض القائلين بأن الموسيقى حرمت أيام أبى بكر الصديق ، وقد استند هؤلاء إلى قطع أيدى قينتين وهما ( ثبجة الحضرمية ، هند بنت يامين ) ونزع أسنانهما حتى لا يستطيعا الغناء فى عهد أبو بكر ، ولكن هذا العقاب كان لا لمجرد كونهما موسيقيتين بل لغنائهما بهجاء المسلمين برفقة المزمار .

وعندما جاء عهد عمر بن الخطاب فى العام الثالث عشر للهجرة ، ظهر التشدد فى أمر السماع بصورة واضحة ، وإن كان يحكى أنه سمع إحدى القيان فى بيت النبى ، كما انه ارتعد عندما فكر فى وجوب ترتيل القرآن بأنغام غير الأنغام اللحنية ، ويقال أن ابنه عاصم كان شغوفا بالموسيقى .

وفى عام 644 م تولى عثمان بن عفان الخلافة ، والذى أنهى الحروب التى شنها عمر بن الخطاب على أعداء المسلمين من الفرس ، وجاء المسلمون بالأسرى ومعهم العديد من فنون ومدنيات بلاد فارس واليونان ، مما آثر على الآداب والفنون العربية وجعلها داخل بيوت الأمراء والأشراف .

وكان على بن أبى طالب أخر الخلفاء الراشدين والذى أبدى رعايته المطلقة للآداب والفنون ، وسمح بتدريس الغناء مع العلوم والآداب ، كما ظهر فى عهده نوع من الغناء يعرف باسم الغناء المتقن ، وفى بادئ الأمر كان محترفي الموسيقى من الطبقة الخادمة والرقيق أو العتقاء الذين أطلق عليهم الموالى .

وعلى ذلك نجد أن الموسيقى بدأت تأخذ حقها فى عهد عثمان بن عفان وبدأت تنتعش فى عهد على بن أبى طالب بعد ان كانت مهملة فى عهد كل من أبو بكر وعمر اللذين انشغلا فى البداية بحروب الردة ، وكون ارتباط الموسيقى بالحانات والخمر والقيان وال****ين .

وبصفة عامة فالموسيقى عند الإنسان العربى لا يمكن فصلها عن الغناء ، فهو ذو ذوق وتأثير خاص ، ويجب إرضاؤه من ناحية اللحن والوزن أو الإيقاع الذى يختلف عن بلاد فارس وبيزنطة التى قام بفتحها واطلع على آدابها وفنونها .

أنواع الغناء فى هذا العصر :-

1 . الركبانى : – وهو نوع من غناء النصب ويقال انه مباح .

2. الغناء ال**** :- وقد ارتبط هذا النوع من الغناء بالرجال الذين يتشبهون بالنساء فيخضبون أيديهم بالحناء ويتمسكون بعادات النساء .

3. الغناء المتقن :- وهو من أهم صفاته تطبيق إيقاع مستقل عن عروض الشعر على لحن الأغنية .

4. الغناء الموقع :- وهو الغناء الذى اشتهرت بغنائه عزة الميلاء .

أهم أنواع الإيقاع التى عرفت فى هذا العصر :-

الهزج – الثقيل – السناد – السناد الثقيل – الهزج الخفيف .
أهم الآلات الموسيقية فى هذا العصر :-

1. الآلات الوترية :-
المعزفة أو المعزف – المزهر – العود ذو الصدر الخشبى – الطنبور – الجنك .

2 . آلات النفخ :-
القصابة أو القصبة – المزمار – البوق .

3 . آلات الطرق :-
القضيب – الدف المربع – الصنوج الصغيرة – الطبل .

السلم الموسيقى فى عصر الخلفاء الراشدين :-

يقال أن السلم الموسيقى فى هذا العصر قد تضاءل حجمه عما كان عليه فى العصر الجاهلي ، حيث أنه كان مقسما إلى أربعين جزءا صوتيا ، ومع بداية العصر الإسلامى أصبح السلم الموسيقى صغيرا ناقصا ، ويرجع السبب فى ذلك إلى ان الموسيقى لم تلق التشجيع الكافى والرعاية اللازمة فى مطلع العصر الإسلامى .

وقد جاء فى كتاب ” معلم عود مغربي قديم ” نشره المستشرق هنري جورج فارمر ، أن السلم الموسيقى فى هذا العصر مكون من ديوان واحد مبنى على أساس تسوية أوتار العود الأربعة والتى كانت تسمى ( ذيل – ماية – رمل – حسين ) وكانت تستخرج النغمات من هذه الأوتار بحيث يخرج من كل وتر ثلاث نغمات هى من مطلق الوتر ثم الإصبعين السبابة والخنصر .

ومما يذكر ان العود القديم كان يسوى بحيث يكون الوتر الحاد من أعلى والوتر الغليظ من أسفل على عكس ما هو معروف حاليا .

أهم الموسيقيين فى عصر الخلفاء الراشدين :-

طويس – سائب خاثر – عزة الميلاء – حنين الحيرى – نشيط
4.العصر الاموى
شهدت الموسيقى في بداية عهد الخلفاء الراشدين (632-661م) هجوماً كبيراً وتحريماً من قبل المتشددين، وبالذات الخليفتين أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب، إلى أن عادت تبصر بصيصاً من النور في عهد علي وعثمان اللذين تغيرت في عهدهما مظاهر الحياة الاجتماعية عند العرب والمسلمين، وبذلك شجعوا الموسيقى على أنها جزء من حياة الرفاهية.

عندما انتقلت الخلافة إلى الأمويين، شيد الأمويون أجمل القصور في عاصمة الخلافة دمشق، وانتقل الغناء من مجرد عمل للرقيق إلى عمل للموالي ذوي المراكز الاجتماعية العالية، الذين دخلوا قصور الخلفاء من أبوابها الواسعة وأجزلت لهم العطايا والمكافآت. كما كان لامتداد الإمبراطورية العربية حتى جبال الهندوس شرقاً والمحيط الأطلسي غرباً أثرٌ في الموسيقى العربية، حيث تأثرت بالنظريات الموسيقية اليونانية وسمات الموسيقى الفارسية، وبقيت هذه الآثار ظاهرة على ألحان الموسيقى العربية إلى يومنا هذا. ونذكر من الإيقاعات الكثيرة التداول في العصر الأموي إيقاع خفيف الرمل (8/10)، وخفيف الثقيل (8/6). ومن أبرز المغنين العرب في العصر الأموي سائب خائر، ومن النساء عزة الميلاء وجميلة، ولا ننسى فضل ابن مسجع الملقب بأبي الموسيقى العربية القديمة، الذي أدخل تجديدات لحنية ووضع أسساً ونظريات في العزف والغناء والتلحين، حيث سار على نهجه المغنون والموسيقيون من بعده أمثال ابن سريج وابن محرز. ومن الجدير بالذكر أنه وضع في العصر الأموي كتابي "النغم" و "القيان" اللذان مهد بهما واضعهما يونس لانطلاق حركة فكرية موسيقية فيما بعد






رد مع اقتباس
  #2  
قديم 04-05-2012, 09:02 PM
الصورة الرمزية lorans
lorans lorans غير متواجد حالياً
عضو الشبكة الليبرالية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
رقـم العضـويـة : 23326
الجـنــس : ذكر
المشاركات: 7,001
أعجبني: 0
تلقى إعجاب 7 مرة في 6 مشاركة
منشن: 0 مشاركة
الإشارات: 0 موضوع
افتراضي

الشعر في العصر الجاهلي





نشأة الشِّعر الجاهلي:




الشعر عند العرب هو الأثر العظيم الذي حفظ لنا حياة العرب في جاهليتهم، وإذا كانت الأمم الأخرى تخلد مآثرها بالبنيان والحصون فإن العرب يعولون على الشعر في حفظ تلك المآثر ونقلها إلى الأجيال القادمة. يقول ابن سلام: "وكان الشعر في الجَاهلية عند العرب ديوان علمهم ومنتهى حكمهم به يأخذون وإليه يصيرون". فالشعر عند العرب له منزلة عظيمة تفوق منزلة تلك الأبنية. ومع اهتمام العرب العظيم بالشعر إلا أننا لم نقف على محاولاتهم الأولى، وإنما وجدنا شعراً مكتمل النمو مستقيم الوزن تام الأركان.


لقد اجتهد عدد من الباحثين فحاولوا تعليل نشأة الشعر العربي، فمنهم من قال إن شعراء العرب عندما سمعوا وقع أخفاف الإِبل على الأرض قلدوها فأنشأوا الأوزان الشعرية وقد ساعدهم في ذلك الحُدَاء وهو سَوْقُ الإبل والغِنَاءُ لها. ومنهم من قال إن أصل الأوزان الشعرية السجع الذي تطور إلى بحر الرجز، ثم نشأت البحور الشعرية الأخرى. ومنهم من قال إن أصل الأوزان يرجع إلى الغناء فالعربي في صحرائه يحتاج إلى الترانيم والغناء فيأخذ مقاطع من الكلام يغني بها فتطور ذلك حتى أصبح شعراً موزوناً مقفى.


والشعر العربي قديم ولكن الذي وصل إلينا هو ما قيل في العصر الجاهلي، ومما يدل على قِدَم الشعر قول امرىء القيس:



عُوجَا على الطّلَلِ المُحيلِ لَعَلَّنَا.............نَبْكِي الدِّيَارَ كَمَا بَكَى ابنُ حِذَامِ


وقول عنترة:


هَلْ غَادَرَ الشُّعَرَاءُ من مُتَرَدَّمِ ............أم هلْ عَرَفْتَ الدَّارَ بَعْدَ تَوَهُّـم



فبكاء الديار في زمن امرىء القيس ليس جديداً فقد بكاها شعراء قبله منهم ابن حذام الذي لم يصل إلينا من شعره شيء، وأما عنترة فيقول لقد سبقنا الشعراء إلى المعاني فإذا قلنا شعراً فإنما نكرر معاني القدماء. وقد قال ابن سلام: "ولا نجد لأولية العرب المعروفين شعراً ، ويرى ابن سلام أن أول ما وصل إلينا من الشعر قول العنبر بن عمرو بن تميم:



قَدْ رَابَني من دَلْوِيَ اضْطِرَابُهَا............والنَأيُ في بَهـْرَاء وَاغْتِرَابُـهَ


إن لا تَجِئْ مَلأىَ يَجِئْ قِرَابُهَا




ووصلت إلينا بعد ذلك أشعار المهلهل بن ربيعة وامرئ القيس وغيرهم من شعراء الجاهلية، فأول من قصد القصائد وأكثر من قول الشعر الذي وصل إلينا هو المهلهل بن ربيعة التغلبي الرَّبَعِي، وعلى هذا تكون قبيلة ربيعة هي أول قبيلة عرف فيها الشعر، ومن شعراء هذه القبيلة في العصر الجاهلي: طرفة والحارث ابن حلزة والأعشى وعمرو بن كلثم. والشاعر الثاني الذي يلي المهلهل في القدم امرؤ القيس وهو شاعر قحطاني أصله من اليمن ولكنه عاش في نجد بين القبائل العدنانية، وشعره أقدم شعر جيد.


والقبيلة الثانية هي قبيلة قيس فقد اشتهر من شعراء هذه القبيلة في العصر الجاهلي عدد كبير منهم النابغة: الذبياني والنابغة الجعدي ولبيد بن ربيعة. وتأتي قبيلة تميم في الدرجة الثالثة فالشعر العربي نشأ ونقل عن هذه القبائل الثلاث، وهذا لا يمنع أن تكون قبيلة مضر بجميع فروعها تقول الشعر، وأن القبائل العدنانية والقحطانية فيها شعراء في العصر الجاهلي.


ومواطن نشأة الشعر الجاهلي بلاد نجد والحجاز والبحرين (شرقي الجزيرة العربية)، أما اليمن وعمان فلم تكونا موطناً لنشأة الشعر العربي؛ أما اليمن فكانت لغته في الجاهلية اللغة الحميرية، وأما عمان فكان يخالط سكانه الفرس والهنود.


ومن خلال تتبعنا لنشأة الشعر واكتماله يظهر لنا أن امرأ القيس هو رائد الشعر الجاهلي، لأن شعره هو أول شعر قوي مكتمل يتناقله الرواة.


وقد عاش امرؤ القيس في النصف الأول من القرن السادس لميلاد المسيح ويأتي بعد امرئ القيس من الشعراء المشهورين الحارث بن حِلِّزَة اليشكري البكري الرَّبَعِي. ويلي الحارث بن حلِّزة عمرو بن كلثوم، وبرز عنترة العبسي بعد عمرو بن كلثوم، ويلي عنترة زهير بن أبي سُلْمَى؛ فقد ذاعت شهرته على رأس المائة السادسة لميلاد المسيح، واشتهر لبيد بن ربيعة العامري الذي أدرك الإِسلام. فهؤلاء الشعراء وغيرهم هم الذين وصلت إلينا أشعارهم، وكلهم قد عاشوا في العصر الجاهلي، وأقدمهم لا يتجاوز خمسين ومائة سنة، فتكون مدة العصر الجاهلي خمسين ومائة سنة.




رواية الشعر العربي:




الشعر العربي وصل إلينا عن طريق الرواية، فالذين رووا الشعر الجاهلي بعد ظهور الإسلام كانت روايتهم لا تتعدى الجد الرابع أو الخامس. أما ما يقال عن تدوين الشعر بالكتابة في العصر الجاهلي فهو قول فيه نظر.


وقد تضاربت الآراء حول كتابة المعلقات وتعليقها على الكعبة؛ فياقوت الحموي ينفي ذلك بقوله: "ولم يثبت ما ذكره الناس من أنها كانت معلقة على الكعبة" فالكتابة محدودة في العصر الجاهلي وليست شائعة وإنما يعتمد العرب في حفظ أشعارهم وتَدَاولها على الرواة، والشعر الجيد يفرض نفسه على الرواة فيتناقلونه ويحفظونه، والدليل على ذلك قول المُسَيَّب ابن علس:



فَلأُ هْدِيَنَّ مَعَ الرِّيَاحِ قَصِيـدَةً.............. مِنِّي مُغَلْغَلَةً إلى القَعْـقَاعِ



تَرِدُ المِيَـاهَ فَمَا تَزَالُ غَـرِيْبَ ...............في القَوْمِ بَيْنَ تَمَثُّلٍ وسَمَاعِةً



ومنذ أن عرف الشعر الجاهلي وله رواة ينقلونه إلى من بعدهم؛ فالأعشى يروي شعر المسيب بن علس، وطرفة يروي أشعار المتلمس. وهناك سلسلة من الرواية المتصلة نجعلها مثلاً لرواية الشعر الجاهلي؛ فشعر أوس بن حجر رواه زهير بن أبي سلمى، وزهير روى شعره الحطيئة، والحطيئة راويته هُدْبَة بن خشرم، وهدبة بن خشرم روى عنه جميل بثينة، وجميل بثينة روى عنه كُثيِّر عزة.


فمن خلال ما تقدم يتضح لنا اهتمام العرب برواية الشعر الجاهلي وحفظه وتناقله.


وكان العرب في عصر صدر الإسلام يحفظون أشعارهم على الرغم من الاشتغال بالفتوحات؛ فقد اشتهر عن أبي بكر رضي الله عنه بأنه راوية للأنساب وللشعر، وفي زمن النزاع بين قريش والمسلمين كان أبو بكر هو الذي يخبر حسان بمثالب قريش، ومعرفته تكل مبنية على حفظه لأشعار العرب وما قيل في تلك القبيلة أو في ذلك الرجل من الشعر، وكان الصحابة والتابعون يروون الأشعار في المسجد، بل إن ابن عباس لا يجد حرجاً في إنشاد قصيدة كاملة لعمر بن أبي ربيعة المعروف بغزله، وهذا يدل على اهتمام العرب برواية الشعر في عصر صدر الإسلام والعصر الأموي. والشعراء الكبار في العصر الأموي هم الذين كوَّنوا أنفسهم عن طريق رواية الأشعار، فهم شعراء ورواة؛ ولذلك نجد الفرزدق يفتخر بروايته شعر الفحول يقول:



وَهَبَ القَصَائِدَ لي النَّوَابغُ إذ مَضَوْا............. وأبو يَزِيْدَ وذو القُروحِ وجَرْوَلُ




والفَحْلُ عَلْقَمَةُ الذي كانت له................حُلَلُ المُلوكِ كَلاَمُه لا يُنْـحَل




وأخو بَـني قَيْـسٍ وهُنَّ قَتَـلْنَه.............ومُهَلْهِلُ الشُّعَـراءِ ذَاكَ الأَوَّلُ




والأعْشَيَانِ كِلاَهُـمَا ومُرَقـِّشٌ...............وأخُو قُضَاعـَةَ قَوْلـُهُ يُتَمثَّـلُ





وكان جرير وهو من كبار الشعراء في العصر الأموي يروي كثيراً من الشعر.


ومثل الفرزدق وجرير غيرهما من الشعراء الإسلاميين، وبعد انتهاء القرن الأول برز في الكوفة والبصرة رواة نذروا أنفسهم لرواية الشعر بل إنهم جعلوا رواية الشعر وتدوينه حرفة لهم ومن هؤلاء:


1- أبو عمرو بن العلاء وكان من أشهر رواة البصرة وقد توفي سنة 154هـ وهو من الرواة الثقات


2- حماد الراوية وهو من رواة الكوفة، وقد روى أشعاراً كثيرة إلا أنه متهم بوضع الشعر، وقد توفي سنة 155 هـ.


3- المفضل الضَّبى من رواة الكوفة وهو صاحب الاختيار المعروف بالمفضليات وقد رواه عنه ابن الأعرابي. وقد توفي سنة 189 هـ.


4- أبو عمرو الشيباني من رواة الكوفة وقد جمع شعر مائة وثمانين قبيلة وقد توفي سنة 206 هـ.


5- أبو عبيدة من رواة البصرة وقد توفي سنة 210 هـ


6- الأصمعي من أشهر رواة البصرة وقد توفي سنة 213 هـ.


7- ابن الأعرابي: من رواة الكوفة وكان من تلاميذ المفضل الضَّبي، وهو من أشهر رواة الشعر، وقد توفي سنة 231 هـ.


وقد انصبت الرواية ودونت في دواوين شعرية نجدها بين أيدينا الآن ومنها:


المفضليات، والأصمعيات، وحماسة أبي تمام، وحماسة البحتري، وكتاب الشعر والشعراء لابن قتيبة، وطبقات فحول الشعراء لابن سلام الجمحي، وعلى الرغم من الاعتماد على التدوين في القرن الثالث الهجري إلا أننا نجد السند أي سند الرواية يثبت في الكتب المدونة؛ لما له من الأثر في النفوس؛ فأبو الفرج الأصبهاني صاحب كتاب الأغاني يعتمد على الرواية في إثبات الشعر الذي دونه في كتابه الذي بلغ واحداً وعشرين جزءاً، وهو من أشهر كتب الأدب التي ألفت في القرن الرابع الهجري.


وبهذا العرض المفصل لرواية الشعر الجاهلي نكون قد وقفنا على رواية الشعر الجاهلي ووصوله إلينا في هذا العصر.
أجمع الرواة والمؤرخون على أن المعلقات سبع وأصحاب المعلقات هـم :
1 - امرؤ القيـس .

2 - زُهير بن أبي سُلمـى .
3 - طرفة بن العبـد .
4 - لبيد بن ربيعة .
5 - عنترة بن شـداد .
6 - الحارث بن حلزة .
7 - عمرو بن كلثـوم







رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة الليبرالية الحّرة هي شبكة ذات إدارة من مختلف الدول والأقطار بالعالم، وهي لا تمثل أو تتبع بأي شكل من الأشكال أي دولة عربية أو غير عربية، وعليه فإننا نؤكد أن جميع المشاركات تعبّر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الإدارة.
الساعة الآن 06:57 AM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2023